"عجائب" وطرائف في الأيام الأولى للتعداد السكاني:
موظف يكتشف زواج والده المسن مسياراً وأسرة أمية بالكامل
قصص وحكايات عن التعداد والعاملين فيه, فهناك من يبحث لابنته عن زوج, ومن يكتشف أن والده المسن متزوج
مسياراً وأنجب ثلاثة أطفال دون علم الأسرة, ويطلب من ابنه موظف التعداد الستر عليه وعدم فضحه,
وهناك من سرقت سيارته.
"سبق" رصدت الأيام الأولى للتعداد في أحد أحياء شرق الرياض, طرق موظف التعداد- مدرس- إحدى الشقق, ليفاجأ
بوالده المسن يفتح له الباب، ويصرخ فيه "ماذا جاء بك؟", ليكتشف الابن أن والده المسن متزوج مسياراً "سراً" ولديه
ثلاثة أبناء، ويخفي الخبر عن اولاده وزوجته, ويذهب إلى زوجته المسيار في أوقات محددة, بعد أن استاجر لها شقة.
ولم يشك أي من أبنائه أن والده الطاعن في السن ممكن أن يتزوج, وينجب ثلاثة من الأبناء, وقد طلب الأب من ابنه
الستر عليه, وعدم إخبار أي من إخوانه بالأمر , وكذلك زوجته.
وفي أحد المراكز التابعة للرياض لم يصدق موظف التعداد ما سمعه من مسن رب أسرة سعودية, أول أمس الجمعة
عندما قال له المسن إن بناته الست جميعهن أميات ولم يتم إدخالهن المدرسة رغم أن عمر أكبرهن
تجاوز العشرين سنة.
وحاول موظف التعداد معرفة الأسباب الحقيقية وراء عدم تمكنه من إدخال بناته للمدرسة, إلا أنه لم يجب على
تساؤلات الموظف, واكتفى بأنهن أميات، مؤكداً للموظف أن أبناءه الخمسة الآخرين لم يتجاوز تعليمهم
الصف السادس الإبتدائي .
وتعد تلك الأسرة الأمية من الحالات النادرة في المجتمع السعودي التي لم تقم بإدخال بناتها المدارس على
الرغم من عدم وجود تكاليف مالية على المدارس في المملكة.
أما في محافظة خميس مشيط فقد سرقت سيارة موظف التعداد بحي الرصراص وهي من نوع "كرسيدا موديل 95
"وتحمل اللوحة رقم (ط. ل .ق 254) وبداخلها كامل استمارات التعداد.
وقد قام العداد بتقديم بلاغ عن سرقة السيارة بقسم الشرطة الجنوبية بخميس مشيط حيث تم تعميم سرقتها
على جميع النقاط والمراكز المنتشرة والدوريات الأمنية المتواجدة بالميدان.
وذكر مصدر أمني لـ "سبق" أنه حتى الآ لم يتم العثور على السيارة، مشيراً إلى أنها ربما خرجت من حدود المحافظة
إلى جهة غير معلومة. وقال: إنه تم التعميم على كل النقاط لرصدها حتى يتم العثور عليها.
وطلب المشرفون من جميع المراقبين والعدادين في تعميم عاجل أخذ الحيطة والحذر وعدم ترك الاستمارات داخل
السيارات حيث يجب إصطحابها بشكل دائم في أي مكان حفاظاً عليها .
وكشف عدادون يعملون في التعداد السكاني عن مواقف طريفة تعرضوا لها خلال أداء مهامهم. وقال العداد
(س. العمراني) لـ"سبق" إنه تفاجأ بإجابة رب أسرة بأن ابنته ليست موظفة بل تبحث عن زوج، فيما قال عداد آخر
(خ. السلمي) إن شخصاً رفض استقباله داخل المنزل، لعدم وجود مكان مهيأ لإستقبال الضيوف، بسبب فقره،
ما جعله يضطر إلى تدوين البيانات واقفاً العداد (س.العتيبي) قال :إن مواطناً طالبه بهدايا، فأعطاه قلماً يحمل شعار
التعداد السكاني ومجموعة من النشرات ذات العلاقة، ما جعله يرفض ويستشيط غضباً.
وقال: إنه يريد هدايا قيمة حتى يدلي بمعلوماته، فيما احتج آخر لعدم وجود خانة لرقم الحساب، معتقداً أن مبالغ
نقدية ستدفع لهم.
ويقول العداد (أ. القرني) إنه تفاجأ بشاب لم يتجاوز عمره الـ23 سنة ومتزوج من امرأتين وله خمس أبناء.
ومن المفارقات أن شيخاً ستينياً يعيش مع زوجته الخمسينية ولم يرزقوا بأبناء.
وذكر العداد (ص. العنزي) إنه شهد أقوى مفارقة في التباين بين أعمار زوجين حيث قال إنه زار أسرة يبلغ عمر عائلها
(85 سنة) فيما كان عمر زوجته الثانية (17 سنة).
وتفاجأ أحد رجال التعداد السكاني بامرأة في العقد الخامس من عمرها تحمل عصا غليظة وهي تقترب منه وتتلفظ
بكلمات تدل على عدم السماح له بأخذ أي معلومة ملوحة له بإستخدام العصا إذا أصر العداد على البقاء
مما إضطره إلى الخروج بسرعة من المنزل .
العداد أوضح أنه قام بطرق باب الأسرة فتم فتحه من قبل أحد أفراد الأسرة الصغار وعندها قمت بتعريف نفسي له
فقال انتظر قليلا وإذ بامرأة تأتي مسرعة نحوي وهي تحمل عصا في يدها وتشير بخروجي وتتكلم بكلمات تدل على
عدم الموافقة على دخولي فقررت الخروج فوراً ومن ثم العودة مرة أخرى بعد التأكد من وجود رب الأسرة والتفاهم
معه بهدوء ولا سيما أننا اكتشفنا أن المرأة لديها مرضاً نفسياً وذلك بالتعاون مع المراقب. ومن المنظور الشرعي
خصص الشيخ الدكتور عبد الحكيم العجلان "خطيب جامع الملك عبد العزيز بالرياض" خطبته عن التعداد, مؤكداً أن
من يقدم معلومات غير صحيحة لموظفي التعداد يكون خائناً للأمانة, مطالباً بالتجاوب مع العاملين في التعداد,
وقال الشيخ العجلان إن الأمة الإسلامية هي أمة حضارة ونهضة, وقدمت الخير للعالم كله, وجاء الإسلام بالخير
للبشرية جمعاء, وجاءت دعوة الإسلام بالأخلاق بما يصلح الناس والمجتمعات ويحقق الأمن والرخاء.