ان اقرب وصف يمكن قوله لعبور النصر مساء الجمعه 9/4/ 2010 الى دوري الاربعه هو مع الاعتذار لمحمد عبده في اغنيته الشهيره (اسمر عبر مثل القمر) هو اعادة تكييفها بمايتناسب مع مستوى الفريق الاصفر بحيث تكون اصفر عبر مثل القهر. وهذا الوصف هواقرب لحال الفريق نظرا للحاله القاسيه من الضغط والقهرالتي وضع النصر فيها نفسه و جماهيره بتواضع مستواه رغم تأهله بصعوبه بالغه مساء الجمعه وكان مهددا بالخروج في الدقائق الاخيره غير ان ضياع فرصتين اهلاويتين وبراعة الحارس النصراوي عبد الله العنزي ابقته في الميدان الى حين.
لقد تكرر امام الحضور والمشاهدين في ملعب الملك فهد الدولي سيناريو دبي من جديد لكن هذه المره أفلت النصر من الخروج الحزين وأنجاه رصيد الذهاب في جده من الخروج صفر اليدين مع الخارجين من المسابقات الكرويه السعوديه. فقد جاء التأهل بعد ان تلاعب اللاعبون باعصاب جماهيرهم واحدثوا حاله من القهر من جراء التذبذب المخيف لمستوى الفريق الذي مرّ من عنق الزجاجه بعد خسارته امام الاهلي بثلاثة اهداف مقابل هدف مستفيدا من رصيده في مباراة الذهاب في جده التي كسبها بثلاثيه نظيفه. وسيقابل النصر في دوري الاربعه منافسه التقليدي : الهلال وهو الفريق الذي يختلف عن كل فرق الدوري فهو البطل والمتأهل الى دوري الستة عشر في دوري ابطال اسيا والطامع بقوه الى العرش الاسيوي والفريق المتكامل والمدعم بترسانه من النجوم الاجانب والسعوديين القادرين على حسم اي مباراة لصالحهم. ويخشى محبوا النصر وهو في هذا المستوى المتذبذب والمتقلب كمناخ الرياض هذه الايام مرة غبارا واخرى سحابا وثالثه صحوا ورابعه رش خفيف من الامطار ان يستمر الحال كماهو ويمنى فريقهم في الذهاب والاياب برش من الاهداف الزرقاء على الطريقه الهلاليه لتدليع الفرق الكبيره كما فعلو ا بخماسيه مع فريق أصفر من قبل. فالنصر وقد اكدت الاحداث الماضيه انه لم يكن ذكيا بما يكفي للاستفاده من الدروس والعبر من جراء رسوبه في اختبار دبي مع الوصل الاماراتي والرياض مع الاهلي السعودي على الرغم من انه لعب في دبي والرياض ومعه بيضة القبان كما يقولون الا انه لم يحسن الاستفاده من هذه الميزه مع الوصل الاماراتي وكاد ان يفرط بها مع الاهلي السعودي في الاياب. و ربما يكون الدرس الهلالي المنتظر قاسيا ان استمر الفريق على هذا الوضع في منطقة انعدام الوزن دون مؤشرات توحي بانه قادرا على تجاوز ظروفه التي لازمته بعد اصابة ابرز نجومه وهذاما سيرفع حظوظ الهلال بنسبه كبير للعبور بسهوله الى النهائي وباقل مجهود . ويتقدم الغائبين عن لقاء الديربي المقبل قائده الروحي والميداني حسين عبد الغني ونجم هجومه محمد السهلاوي و محمد عيد لاصابتهم واحمد الدوخي وابراهيم غالب لايقافهما بالكرت الاحمر في المبارة الماضيه بالاضافه الى الكوري لي تشون لهروبه من البلاد و المصري حسام غالي لايقافه على ذمة اتهامه بتناول منشطات. ان مكينة الهلال المتعطشه لالتهام كل من يقابلها من الكبار والصغار- لافرق- كما فعلت مع الفتح والاتحاد لن تكون رحيمه مع اي فريق مهما كانت ظروفه حتى لو كان اقرب جار له ويغيب عنه اكثر من نصف نجومه ففي كرة القدم اكرام الجار بحشو شبكاه من الاهداف و طرده بعيدا عن المنصات. وامام هذه الظروف الفنيه والنفسيه الصعبه التي يمر بها النصر والموسم الكروي يوشك عل اسدال الستار الاخير على نشطاته لم يبق امامه لتقديم عربون وفاء لجماهيره الكبيره الا الفوز باخر البطولات هذا الموسم وهذا يتطلب تجاوز الحاجز الهلالي الفولاذي وهو الحاجز الاصعب على الاطلاق وعبوره سيجعل النصر في مواجه قويه اخرى مع الاتحاد او الشباب في نهائي كأس الملك وهما بالتأكيد اخف وزنا من الهلال. ولكن اذا بقي النصر على حاله المضطربه فالكثيرون يرون ان الهلال حاجزا ليس من السهل عبوره في ظل المستوى الباهت للنصر وتواضع معظم نجومه وعدم ترابط خطوطه. والتساؤل الكبير في اذهان المتابعين: باي خطه يلعب هذا الفريق المتذبذب وبأي اسلوب يحضّر للمباريات وهل ثمة عله في الفريق لم تعرف بعد او هي معروفه وليس لها حل وبماذا يفسر القائمين على النصر هذا التذبذب او الانهيار في المستوى من مباراة الى اخرى؟!!. ولا يمكن في وضع مثل هذا لفريق النصر تغييب مسئولية المدرب ديسلفا ويبقى محل علامة استفهام وعما اذا كان هو المدرب الانسب للنصر خاصه وانه واجه نقدا قويا من الجماهير الرياضيه فيما مضى غير ان تحسن النتائج في الدور الثاني من دوري زين خفف الهجوم عليه. ولعل من المناسب الاجتهاد في القول ان اصرار رئيس النصر الامير فيصل بن تركي على تثبيت نسبة تطور اداء الفريق عن ذي قبل عند الـ 20% يؤكد معرفته الموضوعيه بفريقه و ان هذا مايمكن عمله هذا العام وان المركز الثالث في دوي زين يقع في حدود هذه النسبه. ويبقى القول وحتى يتجاوز النصر هذه النسبه الموسم المقبل ان لم يحالفه الحظ بالفوز بكأس الملك فان الاهميه تقتضي اعادة هيكلة الفريق في جميع مفاصله على اساس فني علمي بعيدا عن الترقيع. فالفريق يحتاج الى قلب دفاع متمرس ومحور متمكن وصانع العاب ماهر لديه القدره على ضبط ايقاع الفريق في كل الاتجاهات متى ما تطلب الموقف ذلك ومهاجم ماكر بجانب السهلاوي او الحارثي