دعا مخرج فيلم "حراقة" الجزائري مرزاق علواش إلى تحويل منطقة البحر المتوسط من مقبرة للجزائريين الباحثين عن الهجرة غير الشرعية إلى فضاء للأمل وتعايش الحضارات.
وقال علواش -في تصريحات لـ"MBC في أسبوع" مساء الجمعة 19 فبراير/شباط الجاري-: إن فيلمه؛ الذي يناقش الهجرة السرية إلى أوروبا، يظهر أن منطقة المتوسط أصبحت لا يمكن التحرك والانتقال من خلالها، بعد الحواجز التي وضعت الفوارق الاقتصادية بين ضفتيه.
واعتبر المخرج الجزائري -في تصريحات صحفية- أن رسالة "حراقة" هي تحسين الأوضاع الاقتصادية للشباب في بلده، عبر تأمين العمل لهم كي يعيشوا حياة كريمة، مشيرا إلى أن معظم الشباب الذي يسافر لا ينوي أن يمضي حياته كلها في الغربة، بل الأغلبية منهم يخططون للبقاء لفترة محددة، لكن الحصول على التأشيرة أصبح صعبا، حتى بالنسبة للطلاب الذين ينوون الدراسة في أوروبا.
ودعا علواش إلى إعطاء أهمية أكثر للثقافة، حتى يعدل المهاجرون غير الشرعيين عن الجحيم الذين ينتظرهم بعد مغامرتهم غير مأمونة العواقب.
بدورها، قالت الممثلة الجزائرية لمياء بوسكين -لـMBC-: إن البحث عن مستوى معيشة راق والهروب من البطالة في الجزائر وراء مخاطرة الشباب بالهجرة غير الشرعية، حتى لو كانت ستؤدي إلى موته.
ويروي "حراقة" قصة مجموعة من الشباب تحاول الهجرة سرًّا بواسطة قارب صغير إلى القارة الأوروبية لتحقيق أحلامهم، بعد أن عجزوا عن ذلك في بلادهم.
والحراقة في الأصل كلمة مغربية تعني المهاجرين غير الشرعيين الذين يحرقون أوراقهم الثبوتية، حتى يصبح التعرف على أصولهم وإعادتهم إلى بلادهم أمرًا صعبا بالنسبة للسلطات الأوروبية. وأصبحت هذه الكلمة تدل على الرحيل.
ولم يقدم مرزاق في حراقة الدوافع التي تؤدي إلى الهجرة السرية، واكتفى بما قيل في بداية الفيلم خلال التعليق أو الحوار، لا سيما إظهار الأحياء الفقيرة، لفهم الأسباب التي دفعت الشباب إلى خوض هذا النوع من الهجرة. على الرغم من معرفتهم بعواقبها التي قد تصل إلى الموت.
وعكس المخرج من خلال سيناريو الفيلم الحياة المرة للذين يُقدِمون على هذه المغامرة، لا سيما عندما يفشلون في بلوغ هدفهم وهو الوصول إلى قارة الأحلام.
كان فيلم "حراقة" قد تمكن من حصد جائزتين في مهرجان دبي السينمائي الأخير، وهما جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة شبكة أفلام حقوق الإنسان التي أقيمت على هامش المهرجان.