مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، يزداد توهجها بأعمالها الدرامية، وفي مقدمتها مسلسل "هانم بنت باشا"، ومشاركاتها الاجتماعية، ومنها مبادرة "لا لتدخين الشيشة في رمضان"، فضلا عن تصريحاتها الصحفية التي تؤكد فيها رفضها التام للخيام الرمضانية، لأنها تحمّل من يرتادونها ذنوبا تطيح بصيامهم، كما قالت.. إنها الفنانة المحجبة حنان ترك.
هانم بنت باشا
حنان تعود في رمضان المقبل إلى الدراما التلفزيونية بمسلسل "هانم بنت باشا" وذلك بعد غياب ثلاثة أعوام لم تعثر خلالها على العمل المناسب الذي يرضي طموحها، ويتناسب مع الحجاب الذي تعتبره أجمل قرار اتخذته في حياتها، وقد حاولت إلغاء مشاهد التدخين في المسلسل لكن بعض الضرورات الدرامية حتمت وجود هذه المشاهد على حد قولها.
في هذا الصدد جددت نفيها اشتراط الظهور بشخصية مثالية في أعمالها الفنية لكونها محجبة، وقالت إنها تقدم أدوارا إنسانية فيها الخير والشر، وترفض المثالية المفرطة لأنها لا تعبر عن الواقع، وهو ما سيتأكد للجمهور من خلال شخصية "هانم عبد الحميد باشا"، الفتاة التي تعيش في "زنقة الستات" بمدينة الإسكندرية، وتتحمل مسؤولية أشقائها الصغار، وتتميز بالشهامة، وتعيش حياتها من أجل الآخرين، إلى أن تدخل حياتها في منعطفات شائكة.
حنان انتهت مؤخرا من تسجيل دورها في المسلسل الإذاعي "اطلبني من بابا" أمام أحمد حلمي، وحسن حسني، وإخراج علاء خلف، ويذاع يوميا طوال شهر رمضان على إذاعة الشرق الأوسط المصرية قبل أذان المغرب مباشرة.
حياة أشبه بحقل ألغام
حنان شغلت الوسط الفني قبل نحو شهرين ونصف الشهر عندما تم الكشف عن زواجها سرا بأحد رجال الأعمال المصريين المقيمين بلندن، والذي أثمر عن مولودها الثالث "محمد"، والغريب أن هذا الزواج لم يكتب له الاستمرار؛ حيث اتفقت مع زوجها على الانفصال لأسباب لا يعرفها سواهما بعد أسابيع قليلة جدا من الزواج الذي تم في لندن عقب تعارفهما العام الماضي أثناء مشاركتها في مؤتمر الإغاثة الإنسانية هناك.
وكانت قد تزوجت في بداية مشوارها الفني من رجل الأعمال أيمن السويدي، وبعد انفصالها عنه بفترة تزوجت برجل الأعمال خالد خطاب الذي أنجبت منه ولديها "يوسف" و"آدم"، وحدثت بينهما خلافات أدت لطلاقها منه ثلاث مرات كان آخرها في منتصف عام 2009، وكانت عاشت فترة عصيبة في حياتها قبل أن تتحجب؛ حيث صرحت كثيرا بأنها كانت تحلم بهذا اليوم، ولكنها لم تستطع اتخاذ القرار.
وبعد ارتدائها الحجاب قامت حنان بإصدار مجلة جديدة بعنوان "نونة" مختصة فقط بشؤون الأطفال، كما قامت بافتتاح مقهى "كوفي شوب" تحت اسم "صبايا كافيه" ويتيح خدماته للمحجبات، وأنشأت محلا لتصفيف الشعر "كوافير" للمحجبات فقط، وانتقد المحل بشدة بسبب ما قيل من إنه يمنع دخول غير المحجبات وغير المسلمات، وهو ما نفته بنفسها، من خلال روادها.
المهاجر.. فاتحة خير
وُلدت حنان حسن محمد عبد الكريم -التي اشتهرت لاحقا باسم حنان ترك- في 7 مارس/آذار عام 1975، لوالد يعمل في مجال العطارة، وبناء على نصيحة أصدقاء له ألحقها للدراسة وهي في الثامنة من عمرها بمعهد الباليه الذي كان سببا في اتجاهها للتمثيل حين أقنعها المخرج خيري بشارة وهي في السادسة عشرة من عمرها بالمشاركة في فيلم "رغبة متوحشة" أمام نادية الجندي، ومحمود حميدة، وقد لفتت الأنظار إليها بقوة في الفيلم الذي كتب له وحيد حامد السيناريو والحوار عن رواية "جريمة في جزيرة الماعز" للكاتب الإيطالي أوجوبتي، وأكملت مشوارها في فيلم "ضحك ولعب وجد وحب" ومسلسل "المال والبنون"، وسرعان ما اختارها يوسف شاهين لتشارك خالد النبوي ويسرا ومحمود حميدة عام 1994 بطولة فيلم "المهاجر" الذي كان فاتحة خير كبيرة عليها على جميع الأصعدة الفنية؛ حيث شاركت بأدوار مؤثرة في "إسماعيلية رايح جاي" الذي أحدث ثورة وقتها في السينما المصرية، ومنح الفرصة لشبابها وفتياتها الجدد.
مدارس إخراجية متنوعة
كانت حنان بمثابة "تميمة الحظ" لغالبية شباب الفنانين؛ إذ شاركت مع محمد هنيدي في "جاءنا البيان التالي" إلى جانب "طرائيعو" علي خشبة المسرح، ومع هاني رمزي في "جواز بقرار جمهوري"، ومع كريم عبد العزيز في "حرامية في كي جي تو"، و"حرامية في تايلاند"، وأحمد السقا في "تيتو"، والراحل علاء ولي الدين في "عربي تعريفة" الذي لم يكتمل تصويره نظرا لوفاة علاء.
وقد تنوعت المدارس الفنية الإخراجية التي رأت في قدرات حنان الفنية مرونة كبيرة، وتميزا من نوع خاص، وخلال الفترة بين عامي 2001 و2002 كانت البطلة الأولى لغالبية الأفلام المنتجة؛ حيث شاركت مع خالد يوسف في "العاصفة"، ومع يوسف شاهين الذي تعتبره والدها الروحي لاحقا في "الآخر"، وخالد الحجر "حب البنات"، وسمير سيف "ديل السمكة"، وهاني خليفة "سهر الليالي"، وهالة خليل "أحلى الأوقات"، و"قص ولصق".
في موازاة ذلك تألقت حنان في عدد من المسلسلات التلفزيونية، من بينها "نصف ربيع الآخر"، و"أوبرا عايدة" أمام يحيى الفخراني، و"لن أعيش في جلباب أبي" أمام نور الشريف، و"أميرة في عابدين" أمام سميرة أحمد، قبل أن تعتزل وتعود بالبطولة المطلقة وبالحجاب لمسلسلي "سارة" و"أولاد الشوارع" من إخراج شيرين عادل