--------------------------------------------------------------------------------
أحد أكبر رموز السينما الهندية، وأكثرهم شهرة في العالم، حتى وُصف في أحد الاستطلاعات بأنه "نجم الألفية".. إنه نجم بوليوود وأسطورتها أميتاب باتشان، الذي استطاع أن يتجاوز طائفية الهند عندما أصبح نجما للمسلمين والهندوس، كما واجه عراقيل كِبر سنه وعاد بقوة إلى الأضواء بعد غياب عامين من خلال بطولة فيلم جديد عنوانه "با Paa".
باتشان سيمنح تكريم من مهرجان دبي السينمائي في دورته الجديدة خلال الفترة من 9 إلى 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، حيث سيحصد جائزة "إنجازات الفنانين"، تقديرا لإسهاماته في عالم السينما الهندية والعالمية، ليستحق بذلك أن يكون "نجم الأسبوع"، بعد أن غزا قلوب معجبيه بأدائه البسيط، والعبقري.
ظاهرة استثنائية
جاءت حيثيات منح مهرجان دبي الجائزة لأميتاب بمثابة تعبير صادق لما يستحقه ويحتله في قلوب عشاقه ومحبيه، إذ قيل: "إنه لم يسبق لأي من نجوم السينما الهندية أن حقق المكانة التي يتمتع بها باتشان في العالم، وإن الجائزة تأتي احتفاءً بفنانٍ ألهم بأدائه المتميز جمهور السينما على امتداد كوكب الأرض، فهو يشكل ظاهرة سينمائية استثنائية وضعت بصمة ناصعة في جبين السينما، وسيبقى مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة في منطقة الشرق الأوسط وبقية أنحاء العالم".
وفي موازاة الجائزة، جاء عرض فيلمه الجديد "با" الذي يؤدي فيه شخصية مراهق يبلغ من العمر 13 عاما اسمه "أورو" إذ يصاب بمرض جيني نادر يجعله يشيخ في سن مبكرة، ويرتدي طوال الأحداث زي المدرسة، ويظهر برأس أصلع كبير وعينين جاحظتين وأسنان بارزة، علماً بأن ابن باتشان الحقيقي يجسد في الفيلم شخصية والده.
ويركز الفيلم على العلاقة الجوهرية بين الأب والابن، ولا يتحدث فقط عن الحياة المأساوية لمريض بالشيخوخة المبكرة، وتعد الشخصية التي يقوم بها باتشان مثيرة وجديدة تماما على أفلام بوليوود التي تدور عادة حول قصص الحب والرقص والغناء التقليدي أو حول القضايا الاجتماعية والسياسية.
إجماع شعبي
يتميز باتشان بشعبية واسعة في أوساط الطوائف الهندية كافة، وبرغم كونه هندوسي المعتقد إلا أنه ظهر في أكثر من فيلم بدور رجل مسلم، وتجلت هذه الشعبية حين قامت كل الطوائف "مسلمون وهندوس وسيخ وغيرها" بالصلاة من أجل شفائه في أثناء إجرائه جراحة خطيرة عام 1995.
وتكرر الموقف ذاته في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي عقب تعرضه لوعكة صحية دخل على إثرها المستشفى، إذ احتشد الآلاف من المعجبين خارج منزله للإعراب عن تمنياتهم له بدوام الصحة.
وفي السياق نفسه، تتفق المنتديات الخاصة بجمهوره على أنه أوسم رجل، فيما يصفه محبوه بأنه الرائع والجذاب والوسيم والأنيق والمتألق ذو الشخصية المذهلة. وكان المشاركون في تصويت أجراه من قبل موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" علي الإنترنت اختاروه "نجما للألفية"، متقدما على عدد من أشهر نجوم هوليوود من أمثال سير لورانس أوليفيه وتشارلي تشابلن.
وقد تجاوزت شعبيته شبه القارة الهندية، وامتدت إلى العالم، بفضل كسره للقالب التقليدي لسينما بوليود، وتخطيه لكل العقبات التي واجهته إلى جمهور السينما في جميع أنحاء العالم، من هنا يحظى باتشان بشعبية كبيرة في العالم العربي؛ بسبب الأفلام الهندية التي انتشرت في دور السينما العربية في العقود الماضية.
أفلام وجوائز
قام النجم الهندي في خلال مشواره الفني -الذي يبلغ 40 عاماً- ببطولة أكثر من 170 فيلمًا، قدم من خلالها أداءً استثنائياً في مختلف أدوار الحركة والإثارة والكوميديا والرومانسية، ابتداءً من فيلمه الأول "ساث هندوستاني"، مروراً بأفلام "زنجير" و"أغنيباث" و"ساركار راج" و"الشعلة" و"المجرم الأمريكي" و"الظلام" الذي يعد من روائع السينما الهندية لكونه يحمل قصه إنسانية راقية.
كما قدم خلال عام 2007 ثلاثة أفلام، هي: "Nishabd" و" ShootoutatLokhandwala " و"Cheeni Kum "، فضلاً عن أنه حصد العديد من الجوائز الفنية الرفيعة في مشواره الفني منها ثلاث جوائز سينمائية عالمية و12 جائزة محلية، ويحمل لقب أكثر نجوم السينما الهندية ترشحا لجائزة أفضل ممثل، وكرم من عدد من المهرجانات العالمية من بينها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
كما منحته جامعة بريسبان الأسترالية في يوليو/تموز الماضي الدكتوراه الفخرية تكريما له عن مجمل إنتاجه الفني.
عائلة فنية
وُلد النجم الهندي في 11 أكتوبر عام 1942 بمدينة "الله آباد"، وبدأ مسيرته السينمائية عام 1969 في بومباي غرب الهند، واشتهر في فترة السبعينيات من القرن العشرين، حتى أصبح من أعلام السينما الهندية.
ولم يكتف باتشان بالتمثيل لكنه عمل أيضاً كمغنٍ ومنتج بعدما أسس شركة "أميتاب باتشان كوربوريشن المحدودة" ABCL، وشملت مجالات عدة مثل الإنتاج والتوزيع وغيرها من قطاعات صناعة الأفلام.
كما عمل مقدم برامج، واستضاف لفترة النسخة الهندية لبرنامج "من سيربح المليون؟"، التي يقدمها حالياً النجم شاروخان، كما انتخب عضواً في البرلمان الهندي خلال الفترة بين عامي 1984 و1987.
أخيرا: تزوج أميتاب من الممثلة الهندية جايا بادوري، وأنجب منها عام 1974 ابنته شويتا، وبعد عامين رُزق بابنه أبهيشيك الذي عمل هو الآخر بالتمثيل، كما تزوج أبهيشيك مؤخراً من ملكة جمال الهند السابقة والممثلة السينمائية إيشواريا باتشان.