تعتبر المواجهة بين الولايات المتحدة وغانا يوم السبت في راستنبرج أكثر من مجرد مباراة في الدور ثمن النهائي من بطولة العالم المقامة حاليا في كرة القدم؛ ذلك لأن المنتخبين يدخلانها وهما في مهمة؛ الأول وهو غانا يحمل آمال القارة الإفريقية بأكملها التي لا تملك سوى هذا الممثل، أما الثاني فيريد إعطاء دفعة معنوية لشعبية كرة القدم في بلاده.
هذه العوامل تضيف إثارة إلى منتخبين يعتمدان أسلوبا مختلفا، وسبق لهما أن التقيا في النسخة السابقة من مونديال ألمانيا قبل أربع سنوات وانتهت المواجهة لمصلحة غانا بنتيجة (2-1) وبلوغها الدور الثاني على حساب منافسه.
كما أن الفائز في المباراة يملك حظوظا جيدة لبلوغ الدور نصف النهائي؛ ذلك لأن المنتخب الذي سيحسم المواجهة بينهما سيلتقي الفائز من لقاء الأوروجواي وكوريا الجنوبية الذي يقام أيضا يوم السبت، وسيتحاشى بالتالي مواجهة البرازيل وألمانيا أو إنجلترا الموجودة في القسم الثاني من القرعة.
ويقول مدافع غانا جون بانستيل الذي خاض جميع مباريات منتخب بلاده في النسختين اللتين شاركت فيهما حتى الآن: "نحن نمثل القارة الإفريقية، أنا حزين جدا لعدم تأهل المنتخبات الإفريقية الأخرى إلى هذا الدور، سنحاول تصحيح الأخطاء التي ارتكبتاها وسنتكلم مع مهاجمي الفريق ليكونوا أكثر فعالية أمام المرمى".
وأشار إلى أن من الصعب تفسير هذا العقم الهجومي في ظل الفرص الكثيرة التي تتاح لهم.
ويأمل المنتخب الغاني في أن يصبح ثالث فريق إفريقي يبلغ الدور ربع النهائي بعد الكاميرون عام 1990، والسنغال عام 2002، لكن يتعين عليه أن يكون أكثر واقعية أمام المرمى.
أما الولايات المتحدة فتعتمد بالدرجة الأولى على الانضباط والنظام في صفوفها، بالإضافة إلى روح قتالية تجسدت في الدور الأول عندما قلبت تخلفها مرتين؛ الأولى أمام إنجلترا (1-1)، والثانية ضد سلوفينيا (2-2)، وأكدت أنها تكافح حتى الرمق الأخير بدليل تسجيلها هدف التأهل في الوقت بدل الضائع من مباراتها ضد الجزائر بواسطة مهاجمها الرمز لاندون دونوفان.
وقال مدرب منتخب الولايات المتحدة بوب برادلي: "نقوم بكتابة تاريخ هذه اللعبة في الولايات المتحدة، ونحن على الطريق الصحيح".
وتعتبر جنوب إفريقيا فأل خير على المنتخب الأمريكي الذي بلغ المباراة النهائية من كأس القارات العام الماضي متخطيا المنتخب الإسباني القوي، ثم تقدم على البرازيل في النهائي (2-0)، قبل أن يسقط (3-2).
البحث عن المجد
عندما يلتقي منتخبا كوريا الجنوبية وأوروجواي غدا السبت في دور الستة عشر لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا؛ يدرك كل من الفريقين أن فوزه في مباراة السبت تقترب به كثيرا من المربع الذهبي للبطولة.
وتبدو المواجهة في غاية الصعوبة بين منتخب كوريا الجنوبية أنجح المنتخبات الأسيوية في بطولات كأس العالم، ومنتخب أوروجواي الذي استعاد توازنه، ويسعى لاستعادة أمجاده على الساحة العالمية.
وأكد بارك جي سونج لاعب خط وسط مانشستر يونايتد الإنجليزي ومنتخب كوريا الجنوبية أنه لا يتطلع إلى شيء أكثر من المواجهة مع أوروجواي على استاد "نيلسون مانديلا باي" بمدينة بورت إليزابيث.
وصرح اللاعب لصحيفة "يوميوري" قائلا: "نفكر فقط في المباراة المقبلة، ولا نريد التفكير في المباراة التالية. هدفنا كان الوصول إلى دور الستة عشر، ولذلك نركز الآن في كل مباراة على حدة ونتعامل معها كمباراة نهائية".
ولكن الملايين من الكوريين يدركون جيدا أن الفائز في هذه المباراة يستطيع التغلب في دور الثمانية على الفائز من مباراة المنتخبين الأمريكي والغاني اللذين يلتقيان السبت أيضا في الدور الثاني (دور الستة عشر).
وتبدو المواجهة بين منتخبي أوروجواي وكوريا الجنوبية في غاية الصعوبة؛ لأن كلا من الفريقين ليس بالمنافس السهل، ولكن من المرجح أن تكون هذه المباراة هي الأقل في مستوى التحدي والقوة عن باقي مواجهات دور الستة عشر.
ويسعى منتخب كوريا الجنوبية (محاربو تايجوك) إلى تحقيق الفوز الأول له على أوروجواي بعدما فشل في ذلك على مدار خمس مواجهات جرت بينهما سابقا.
وإذا نجح منتخب كوريا الجنوبية في تحقيق الفوز خلال مباراة الغد ستكون فرصته جيدة في بلوغ المربع الذهبي للمرة الثانية في تاريخ مشاركاته الثماني بالمونديال، والتي يستحوذ بها على الرقم القياسي لمشاركات أي منتخب أسيوي في نهائيات كأس العالم.
ومن المرجح أن يكون هز شباك منتخب أوروجواي أمرا صعبا؛ حيث يتميز الفريق بدفاع صلد، إلى جانب هجومه الفعال والقوي.
كما أحرز منتخب أوروجواي لقب كأس العالم عامي 1930 و1950 ولكنه على مدار عقود طويلة مضت لم يحقق أي إنجاز جديد على الساحة العالمية. ويرى الفريق أن الوقت قد حان للخروج من الظل إلى دائرة الضوء مجددا.
ويدرك المدرب أوسكار تاباريز -المدير الفني لمنتخب أوروجواي- بالتأكيد التحديات التي تنتظر فريقه، وقال تاباريز: "حللنا بالطبع جميع الاحتمالات الممكنة بالنسبة لنا، أعتقد حتى الآن أننا أظهرنا أننا فريق قوي يمكنه مواجهة الآخرين. نحاول أن نفعل ما فكرنا فيه بالفعل قبل البطولة، لا أعتقد أننا حققناه حتى الآن، ولكن منتخب أوروجواي منافس قوي للجميع".