رابح ماجر واحد من أبرز النجوم في تاريخ الكرة الجزائرية، وكان شريكا في أعظم الإنجازات التي حققتا مثل الوصول إلى المونديال مرتين متتاليتين، والفوز بكأس الأمم الإفريقية مرة وحيدة عام 1990، كان رابح فيها قائدا للمنتخب.
في هذا الحوار يتحدث رابح عن تقييمه لمشاركة المنتخب الجزائري في كأس العالم الحالية في مباراتيه السابقتين أمام سلوفينيا وانجلترا، وكذلك توقعاته لنتيجة مباراة "الخضر" المرتقبة ضد أمريكا.
تحدث رابح أيضا عن تعاونه مع قناة العربية محللا لمباريات المونديال، مفضلا إياها على عرض خاص تلقاه من الجزيرة الرياضة للمشاركة في استوديهات التحليل التي تقدمها لمباريات المونديال.
* ما رأيك في أداء المنتخب الجزائري في مباراتيه أمام سلوفينيا وإنجلترا؟
المنتخب الجزائري أدى مباراة جيدة أمام إنجلترا؛ حيث شاهدنا لعبا جماعيا جميلا من لاعبي منتخبنا الذين وضح أنهم دخلوا منذ الوهلة الأولى بقوة وبدوا مصممين على فرض التعادل على المنتخب الإنجليزي.
المباراة بشكل عام غلب عليها الاندفاع البدني خاصة من جانب لاعبي منتخبنا، الذين طبقوا خطة جيدة في لعبهم سيطروا بها على المباراة عبر إغلاق كل المنافذ على لاعبي منتخب إنجلترا، ولم يتركوا لهم مساحات لاستغلالها في بناء الهجمات.
وأرى أن مباراتنا أمام إنجلترا محت كل عيوب مباراتنا ضد سلوفينيا، التي لا أرى داعيا للحديث عنها باعتبار أنها مرحلة انتهت ونأمل ألا تعود، أما الآن فليس بوسعنا أن نتمنى التوفيق للاعبينا لتقديم مباراة قوية أمام الولايات المتحدة الأمريكية وأن يحققوا الفوز، وأعتقد شخصيا أنهم سيتمكنون من ذلك إن ركزوا أكثر في اللعب الهجومي.
* كثيرون انتقدوا رابح سعدان بعد مباراة سلوفينيا، وأثنوا عليه بعد مباراة إنجلترا.. ما هي ملاحظاتك كمدرب عليه؟
اعتقد أن الخطة التي طبقها سعدان (3.5.2) أمام انجلترا نجحت إلى حد كبير، فقد أغلق لاعبونا الوسط وشددوا الرقابة على الأجنحة، مما عقد مهمة المهاجمين الإنجليز، إلى جانب أن منتخبهم لم يظهر بالصورة الجيدة في هذه المباراة، وأدى دفاعنا جهدا كبيرا؛ حيث استطاع أن يوقف كل هجماتهم الخطيرة، وهو ما ساعد في تصوري على نجاح خطة رابح سعدان حيث لا يكفي أن تضع خطة مناسبة وإنما أن ينجح لاعبوك في تنفيذها، وهو عكس ما حدث في مباراة سلوفينيا؛ حيث أدى خطأ شاوشي وغزال إلى الهزيمة، ومن ثم انهالت الأقلام المنتقدة لسعدان.
* ما رأيك في الوجوه الجديدة بالمنتخب الجزائري؟
أستطيع القول إننا رأينا لعبا جماعيا جيدا فوق الميدان، وكل اللاعبون وفقوا في ذلك، شاهدنا إشراك عدة لاعبين جدد على غرار.. وآخرون، ولكن اللعب الجماعي طغى على أداء منتخبنا في مباراة إنجلترا؛ حيث إنه لم يكن هناك لاعب واحد بارز بمفرده وإنما كان النجاح للمجموعة، لذلك لم يلتفت كثيرون لمردود مجموعة اللاعبين الجدد مثل بودبوز وقديورة ومصباح، لكن أستطيع القول إن أولئك اللاعبين لهم مستقبل كبير مع المنتخب الجزائري، وأعتقد أن الفرصة أمامهم أكثر مستقبلا ليبرهنوا على إمكانياتهم.
* ما هو تصورك للمواجهة أمام منتخب الولايات المتحدة؟
هي مباراة فاصلة، لذلك يجب على لاعبينا تطبيق نفس الأسلوب الهجومي الذي طبقوه في مباراة إنجلترا مع مزيد من المغامرة والطموح لتسجيل الأهداف.
أنا مقتنع أن بوسعهم التهديف والفوز بالمباراة، لكنني لا أستطيع التكهن بنتيجة المباراة، فالمنتخب الأمريكي تفوق تكتيكيا في مواجهته الأولى ضد إنجلترا، وأمام سلوفينيا تراجع نوعا ما في الشوط الأول من المباراة لكنهم عادوا في الشوط الثاني وأشهروا أسلحتهم الهجومية ليحققوا التعادل.
أعتقد أن المنتخب الأمريكي من الفرق التي تستطيع العودة إلى المباراة في أي لحظة لذلك أطلب من لاعبينا الحذر لأن كل شيء ممكن في كرة القدم، وإن كنت إعتقد إجمالا أن منتخبنا قادر على الفوز.
* خط هجوم المنتخب الجزائري يشكو العقم منذ مدة، ما السبب في رأيك؟
أعتقد أن المشكلة تكمن في الأسلوب الذي يلعب به المنتخب، فكرة القدم الحديثة تعتمد على تناسق كل الخطوط الثلاثة فيما بينها، حيث يساعد خط الدفاع الوسط، وبدورهم يدعم لاعبو خط الوسط المهاجمين، وفي منتخبنا لا توجد مساندة بين الخطوط، شاهدنا ذلك في مباراة إنجلترا.. فقلما يتقدم المدافع لتدعيم الخطوط الأمامية، وهو ما يبقي المهاجمين معزولين دائما.
* شاركت مع المنتخب الجزائري عامي 1982، 1986، ما الفرق بين منتخبي هاتين البطولتين والمنتخب الحالي؟
صراحة لا أحب المقارنة، كما أعتقد أن تقييم المونديال يجب أن يكون بعد انتهائه، وأهم شيء بالنسبة لي هو عودة الجزائر إلى هذا الحدث الكروي العالمي بعد غيابها عنه طيلة 24 سنة، وهو مبعث فخري، وأتمنى أن تكون مشاركتنا مشرفة، وأن يستمر المنتخب الجزائري في المشاركة بالمونديال في كل دوراته مستقبلا.
* هل تتفق مع من يقولون إن المونديال الحالي فقير فنيا؟
نعم إلى حد كبير، فأغلب المباريات افتقدت للروح، كما لم تقدم أغلب المنتخبات المستويات المتوقعة منها.
فقط المنتخب الأرجنتيني قدم مستوى طيبا في مباراته الثانية ضد اليونان، لكن في المقابل عانى منتخب البرازيل أمام منتخب كوريا الشمالية، كما أن منتخب ألمانيا الذي فاز في أولى مواجهاته أمام أستراليا بأربعة أهداف عاد ليسقط أمام صربيا.
منتخب إسبانيا أيضا أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب خسر من سويسرا المغمورة، الدور الأول كشف لنا عن عدة مفاجآت وأخطاء، وأتوقع أننا سنرى أداء أحسن في الدور الثاني.
* أثير الكثير من الكلام حول الكرة "جابولاني" ما رأيك؟
على الرغم من أنني لم يحصل لي شرف معاينة هذه الكرة عن قرب، إلا أنني أعتبر كل ما قيل مجرد أعذار، فهي مجرد كرة أعدت للمونديال بعد دراسة ومعاينة من الفيفا بكل تأكيد، وتم الاتفاق عليها رسميا، ككل الكرات السابقة، هذه الادعاءات صارت معتادة في كل مونديال.
عن نفسي أرى أن هناك أشياء أخرى، أعتقد أكثر تأثير في تواضع مستوى المباريات، وقلة الأهداف مثل المناخ الرطب والبارد الذي تشهده جنوب إفريقيا، وهناك بعض المنتخبات غير معتادة على اللعب في مثل هذه الظروف، ربما يكون ذلك أثر على الهدافين سلبيا.
* من ترشح لمواصلة المشوار إلى الأدوار المتقدمة؟
البرازيل والأرجنتين قادران على الذهاب بعيدا، وأتوقع عودة منتخب إسبانيا بقوة، كما يمكن أن يحقق الإيطاليون مفاجأة بدون أن ننسى المنتخب الغاني فهو مؤهل لتقديم الأفضل.
* هل أنت راض عن مستوى المنتخبات الإفريقية في المونديال الحالي؟
المنتخب الغاني قدم مستوى جيدا، وهو جدير بالذهاب بعيدا في المنافسة، كما أن منتخبي ساحل العاج والجزائر قدما مستوى لا بأس به، لكننا سنرى الوجه الحقيقي في الدور الثاني إن تأهلوا.
* بعيدا عن المونديال.. اعتدنا رؤيتك على شاشة الجزيرة الرياضية لكنك انضممت إلى قناة العربية.. فما هي الأسباب؟
بكل صراحة اخترت "العربية" من منطلق تجربتي معها منذ مدة، والحمد لله عملت في ظروف جيدة جعلتني أكثر اقتناعا بقراري، على الرغم من أن الجزيرة الرياضية قدمت لي عرضا خاصا لتحليل كأس العالم، في النهاية أرى أن القرار يعبر عن قناعتي الشخصية.
* هل ستعود للجزيرة بعد المونديال؟
على الأرجح سأكون منشغلا أكثر مع منظمة اليونيسكو بعد تعييني كسفير للنويا الحسنة مؤخرا، هناك نشاطات رياضية واجتماعية في الأفق تهدف إلى تقريب الرياضة أكثر إلى الشباب العربي والإفريقي ونشر الروح الرياضية عبر كل العالم، ومن المؤكد أن يؤثر هذا الأمر على وقتي المخصص للتحليل الرياضي، لكنني سأنتظر حتى تنتهي كأس العالم ثم أحدد وجهتي.