لم تُظهر صحف إنجلترا أيّ تسامح مع منتخبها بعد التعادل السلبي أمام الجزائر في الجولة الثانية للمجموعة الثالثة في كأس العالم الحالي الذي تستضيفه جنوب إفريقيا، وتبدلت عقب النتيجة المخيبة للآمال لهجة صحف عاشت خلال الأسابيع الأخيرة تتغنى بقدرة منتخب الأسود الثلاثة على إحراز اللقب العالمي للمرة الثانية في تاريخه، وتشيد بما قدمه الإيطالي فابيو كابيلّو الذي وصف يوما بالمخلّص، لكنه نال بعد التعادل الثاني في المونديال ما لا يرضيه.
أما أقسى الانتقادات فجاءت بحق النجم واين روني، الذي عبثت صحيفة "دايلي ميرور" بحروف اسمه لتحوله من "Rooney" إلى "Rubbish".. وهي مفردة لها ترجمات كثيرة؛ أهونها هراء أو سخف، وأقساها قمامة!.
بالتعادل مع الجزائر لم يعد أمام الإنجليز سوى الفوز على سلوفينيا في الجولة الأخيرة لو أرادوا ضمان التأهل إلى الدور الثاني. موقف عصيب دفع الصحف الإنجليزية للمرة الأولى للحديث عن منتخب لم يعد بعد ما قدمه أمام أمريكا ثم الجزائر بين المرشحين لإحراز لقب المونديال.
وأثنت "دايلي ميرور" التي توزع ثلاثة مليون نسخة يوميا على سلوك الجماهير التي أطلقت صافرات الاستهجان على النجم المدلل روني بعد المباراة، وأكدت استحقاقه معاملةً من هذا القبيل بعد ظهوره بمستوى متواضع.
وأفرطت "الصن" في انتقاد منتخب ليس له أي أعذار، ووصفته بالرتيب والمحبط والمفكك والممل.. وكتبت "شكرا إنجلترا.. لا تستحقي أكثر من صافرات الاستهجان".
أما الصحف الأكثر رزانة مثل "التايم" و"الجارديان" فأظهرت حدة مشابهة في انتقاد أداء منتخبها، وكتبت "التايم" "إنجلترا البائسة في نقطة اللا عودة"، أما "الجارديان" فأشارت إلى غياب "الروح والإبداع وحتى الأمل".
وبينما حاولت "التايم" التحلي بالدبلوماسية في تحليلها لمستوى الفريق، وبعدما أكدت أن تراجع المستوى سببته الضغوط النفسية التي يتعرض لها اللاعبون، ورغبتهم في تقديم ما يليق بالطموحات الكبيرة؛ عادت لتؤكد أن مستوى روني في البطولة يستحق "دراسة جادة"، أما بالنسبة لنجوم مثل فرانك لامبارد، وستيفن جيرارد؛ فقد وصفت ما قدموه حتى الآن بالكابوس الحقيقي.
ولم يفلت كابيلّو من حملة الاتهامات فوصفته "ميرور" "بالبهلوان". وأشارت إلى أن المدرب الإيطالي الذي وعدت نتائجه في بداية عهده بإنجازات كبيرة يقترب من نهاية مؤسفة جللتها مباراة الجزائر بالخزي والعار، كما لفتت إلى إخفاق كابيلّو في قيادة اللاعبين كما ينبغي في الأوقات المهمة.
من جانبها دعت "دايلي تليجراف" كابيلّو إلى القيام بعدة تغييرات تكتيكية حتى لا تقع كارثة في مباراة سلوفينيا أبرزها الدفع بستيفن جيرارد وواين روني أكثر إلى الأمام.