في المباراة الأولى بين المنتخب الألماني والمنتخب الصربي كانت البداية مثلما كان متوقعا لخط وسط المنتخب الألماني الذي أعطى الأولوية لخط الهجوم، وفرض سيطرة مطلقة على منطقة المناورات؛ إلا أن إقصاء المهاجم كلوزه أربك كل الحسابات، ومنح ثقة كبرى لوسط ميدان المنتخب الصربي الذي استرجع الثقة، وتجاوز الارتباك الذي ظهر به في البداية.
واستغل النقص العددي لزيادة التنشيط الهجومي، وأعتقد أن الأفضلية تواصلت للمنتخب الألماني رغم النقص العددي، وكان النجم سامي خضيرة أبرز اللاعبين على الميدان بإحكامه عملية الربط بين الدفاع والهجوم، وكنت تراه في كل نقطة من الميدان.
منتخب صربيا بالغ في التقهقر إلى مناطقه الخلفية، مما سهل على منافسه المهمة، ولكن أوزل بالغ في الاعتماد على بودولسكي الذي كان خارج الموضوع.
في المباراة الثانية بين منتخب الولايات المتحدة ونظيره السلوفيني تابعنا معركة حامية في وسط الميدان بين المنتخبين، المنتخب السلوفيني الذي ظهر بمثابة المفاجأة لهذا المونديال أكد عزمه على المضي قدما في المسابقة، وفرّط في انتصار كان في متناوله لولا تراجع اللياقة البدنية للاعبي الوسط، وفي المقابل كان متوسط ميدان المنتخب الأمريكي لاندون دونفان نجم المباراة بلا منازع، بدقة تمريراته وأهدافه الحاسمة، منتخب سلوفينيا سيطر على منطقة الوسط، وأحكم الانتشار فوق الميدان، ولكن حذره المبالغ حرمه من فوز مستحق.
المباراة الثالثة جمعت ممثلَ الكرة العربية المنتخب الجزائري بأحد كبار المنتخبات في العالم المنتخب الإنجليزي، وقدم خلاله أبناء رابح سعدان درسا في الانضباط التكتيكي، وخاصة على مستوى التغطية الدفاعية، وتضييق المساحات، وشل كل الهجمات التي كان يقودها جيرار وروني. خط وسط المنتخب الجزائري لم يكن ينقصه بالأمس إلا الإيمان أكثر بإمكانياته وبقدرته على مباغتة المنافس، وما يعاب على لاعبيه هو تفريطهم بسرعة في الكرة في الأمتار الثلاثين الأخيرة، أما المنتخب الإنجليزي فقد برهن مرة أخرى على أن الاعتماد على الأسماء لوحده غير كاف، وأن الاعتماد على جيرارد ولامبارد جنبا إلى جنب اختيار بعيد عن الصواب، وخاصة عند تكليفهما بالعودة للمساندة الدفاعية. أعتقد أن قلب اللاعب الجزائري وأنفته هي التي صنعت الفارق بالأمس.