لقد وهبنا الله الكثير من النعم
و لكن هل نستخدمها بشكل جيد
يقال أن أينشتين استخدم عقله بنسبة 2%
و حاليا في المشاريع العالمية استخدم العباقرة من المهندسين عقولهم بنسبة 6%
ماذا لو استخدمنا عقولنا بنسبة 10%
هل يمكننا أن نحرر الأقصى ؟؟
إن ما أفكر فيه ما الذي يشغل عقولنا حقا ؟!
ماذا في عقلي و عقل غيري ممن حولي
إن معظم همومنا و مشاكلنا لا تستحق أدنى تفكير
كم ضيعنا من الأوقات و نحن نتشاحن و نفكر كيف نرد إلى من أساء إلينا ..
كم من العائلات استضافوا الشيطان فيما بينهم أعواما .. و تطلب عقد الصلح أطنانا من الغفران ..
كم نتأثر عندما ننقد أن تمس كرامتنا
و ننسى أن من تواضع لله رفعه
كم نحزن أياما و نكتئب و نحرق ليالينا و نمزق نهارنا بهموم علاقاتنا الأخوية
كم ضيعنا من الأوقات و نحن نتعاتب و نتحاسب
هل كانت الأخوة غاية أم وسيلة نبني بها دولة الإسلام ؟؟؟
قالتها لي أكثر من أخت
الأخوة لا تزيد بالوصال و لا تنقص بالجفاء
وهذا لا يكون واقعا إلا مع نفوس ارتقت بهموم الدعوة عن هموم الدنيا
و ذاك الذي ضاقت عليه المدينة بما رحبت
لو أخرج رأسه من حفرته الصغيرة
هل كان سيبصر رحابة السماء
ربما
لكن بعض العقول بلا بصيرة
العلم نور.. كم كتبناها على لوحات مدرسية
و صدحنا بها في الإذاعات الصباحية
لكن اليوم أقرؤها بنظرة أخرى
العلم نور
إننا عندما نتعلم نحرك عقولنا و ننشطها و ننفض عنها غبار الجهل
الجهل الذي هو من الشيطان
و كذلك الهم و الغم و الاكتئاب غايات الشيطان في نفس المسلم الطاهرة
قالتها لي أخت رائعة – مرة -
إن الاكتئاب مصدره العقل
و لو حركنا عقولنا و نشطناها لتجددت فينا نفوسنا
و تدفق الدم الراكد في قلوبنا
لكن الفكرة الصائبة من أين نأتي بها
مشكلتنا أحيانا أننا نفكر بطريقة خاطئة
مفهموم الحب و العطاء و معادلاته تعلمناها في مدرسة الجهلاء
عندما نخرج عن أسلوب الكلام
فإننا نرغب عادة بالتوقف عن الحب ردا للإساءة بمثلها
بتفكيرنا اللاعقلاني نجعل الآخرين يثيروننا و يقررون ردة أفعالنا
كم منا في قرارة نفسه يحمل الكرم و العطاء و لكنه يمتنع لإعتقاده بأن الطرف الآخر لا يستحق
بسبب موقف ما
إننا نخادع أنفسنا بهذا التصرف و نجعل الآخرين يبعدوننا عن الصدق مع الذات
و الدليل... إن كان الطرف الآخر أكثر لطفا زدنا عطاء وحبا
عقلياتنا تقول نرد الغضب بالغضب
و قليلون هم الذين لا ينزلون عن مستوى كرمهم و قوتهم .. و للأسف هؤلاء في نظر الناس ضعفاء مجانين
و كأن من القوة أن نظل في دائرة إثارة الآخرين و ردة الفعل .. فهذا يغضب و الثاني يرد فيثيره مجددا
الكل متأهب لجرح الآخر
لكن عندما تتميز العقول فنعرف أننا نتوهم الصواب إن ظللنا ندور في هذه الدائرة
و عرفنا أنه لا يجرح إلا من تميز بأمر ما
(إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل)
هذه الثقة تجلب السعادة أكثر من حلاوة الانتقام المؤقتة.
و المؤسف أن عقلياتنا المحبة للانتقام لا تبصر
دم المسلمين المهدر ...
دم المسلمين الذي هو أرخص من صندوق البقدونس
البقدونس يباع بدرهم في سوق الخضار
أما دماؤنا تترفع عنها الأحذية اللامعة
كيلا تتلطخ وهي متوجهة إلى أعمالها اليومية