بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
في حوار قد لا نجده في واقعنا بصورة ظاهرة فهو يخرج من قلب الطفل الرضيع لينطبع على صفحات وجهه الذي يتلألأ جمالا فلا يشعر به إلا من مكنها الله من فهم لغته فتبدأ الحوار معه من خلال العاطفة التي أودعها الله فيها ويكون الحوار على النحو التالي
ـ ترى وجه رضيعها مبتسما مشرقا كإشراقة الشمس في الصباح فتترجم ذلك بابتسامة هادئة وتأخذه وتقبل جبينة ثم تحضنه وتلاعبه فيشعر بالراحة ثم يخلد إلى النوم بكل طمأنينة وكأنه يقول لها أماه لقد فهمتي ما أريده منك
ـ تراه باكيا حزينا فتتلمس ذلك بقلبها العطوف فتمضي به حيث النظافة والإستحمام وبعد أن تلبسه ملابسه
تهدأ نفسه ويسكن أنينه وكأنه يقول لها أماه نعم هذا مطلبي
ـ تراه منزعجا صارخا قد ملأ الدار صراخه فتدمع عيناها وكأنها تقول له بني أعلم أنك مريض وتريد أن يهدأ المك فتأخذه على عجل إلى أقرب عيادة صحية ليتلقى العلاج اللازم ثم تأتي به إلى المنزل وتبقى ساهرة العين حزينة القلب إلى أن تراه قد هدأت نفسه وزال المه وخلد إل النوم فتقول له بقلبها المفعم بالحب نم قرير العين بني فأنا بجانبك ولن أتركك أبدا
ـ تراه عابس الوجه غائر العينين ينظر إلى جهة معينة فتقوم على عجل وتبعد شيئا ما من أمام عينيه فيهدأ روعه وتعود إبتسامته وكأنه يقول لها شكرا لك يا أمها لأنك أبعدت ذلك الشيء المخيف عني
ـ تراه مضطربا يتلفت يمنة ويسرى ثم يبكي فتأتيله بلعبة فيمسك بها ويقلبها وهو فرح وكأنه يقول لها أماه لقد إستمتعت بها
ـ تراه في حالة بكاء فلا تترد في إرضاعه وكأنها تقول له أعلم أنك جائع وبعد دقائق يخلد للنوم وكأنه يقول أماه أنت دائما تفهميني
هذه اللغة لا تكون إلا بين الأم ورضيعها ولا يمكن أن يتحدث بها غيرهما
فسبحان الله الذي وفق تلك الأم العظيمة لفهم ما يريده منها ذلك الطفل الرضيع ولولا ذاك لما عاش إنسان على هذه الأرض