جاء اتهامه بالباطل من قبل إحدى الصحف الخاصة في مصر بالقبض عليه في شبكة للشواذ جنسيا ليجعله "نجم الأسبوع"، وحديث الناس، بلا منازع، برغم أنه كان أحد نجوم رمضان المنصرم، بعد تقديمه مسلسلين، حصل أحدهما، وهو "الرحايا"، على عدد من الجوائز، كأفضل مسلسل رمضاني، إلى جانب اختياره لرئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الجديدة الشهر المقبل. إنه الفنان العربي نور الشريف.
"رب ضارة نافعة".. قول ينطبق تماما على نور الذي أثبتت الشائعة مدى حب الجمهور له في شتى أنحاء الوطن العربي، وهو ما تجلى في قيام مجموعة من أعضاء "فيس بوك" بإنشاء جروب حمل اسم "كلنا مع نور الشريف"، وذلك للتضامن معه في الأزمة التي تعرض لها.
الجروب نجح في ضم أكثر من 1800 عضو إليه في ساعات معدودة كنواة لجمع مليون توقيع للوقوف إلى جواره، وبرغم أن الفنان دائمًا ما ينشغل بإبداعه وعمله، فإنه يبقى دوما في حاجة إلى نتيجة ملموسة، وإيجابية لما يقدمه، وهو ما تجلى مع الشريف في هذا الموقف الذي أثبت فيه الجمهور مدى حبه واحترامه وتقديره له على الصعيدين الإنساني والفني، علاوة على تحرك جميع الجهات الرسمية والشعبية في مصر للوقوف ضد مروجي الشائعة بحقه.
هذا الموقف أعاد بصورة غير مباشرة التذكير بما حدث معه قبل ثلاثة أعوام حين انفصل عن زوجته بوسي، بعد زواج دام أكثر من 30 عاما، إذ أصاب الخبر الجمهور بصدمة كبيرة، بعد أن رأى فيهما قصة حب وزواج مثالية، يصعب تصديق وضع نهاية لها بالطلاق مهما كانت الأسباب.
ضمير المجتمع
اختيارات نور الفنية تنم في أغلبها عن ثقافة ووعي وجرأة تصل إلى حدّ المغامرة، إلى جانب استعداد فطري للذوبان في شخصيات أعماله التي تؤرخ لفنان قل ما يجود الزمن بموهبة مثلها، ويكفيه أنه تعاون عبر مسيرته مع مدارس إخراجية نهلت من موهبته بشكل يدعو للدهشة، والتقط بعين الخبير قدرات الجدد من المخرجين المتميزين، وتعاون معهم دون تردد في بداياتهم الإخراجية، ودعم بعضهم بالإنتاج الخاص له.
بدأ ذلك من عاطف الطيب "الغيرة القاتلة" و"سواق الأتوبيس" مرورا بسمير سيف "دائرة الانتقام" و"المطارد" ومحمد خان "ضربة شمس" وداود عبد السيد "البحث عن سيد مرزوق" ومحمد النجار "زمن حاتم زهران" وانتهاء بمروان حامد "عمارة يعقوبيان" ومحمد ياسين "دم الغزال".
وقد عبرت أدواره عن مدى انحيازه للبسطاء لدرجة بات معها أشبه بضمير مجتمع يبحث دائما عن الفضيلة، كما أسهم في دعم عديد من الوجوه التمثيلية الشابة في أفلامه ومسلسلاته، ولم يبخل عليهم بما يشبه محاضرات التمثيل التي يعطيها لهم ليزيل الرهبة من قلوبهم
ويبدي سعادته بما وصفه مظاهرة حب من جمهوره وعشاق فنه الذين أكدوا على أنه أكبر من أيّة شائعة تافهة، وهو ما جعله يبكي من الدعوات الخالصة له من جمهوره في شتى أنحاء الوطن العربي، مشددا على أنه لن يتنازل عن حقه تحت أي وضع من الأوضاع، ونافيا ما تردد عن حدوث مصالحة "آن الأوان لوضع حدّ لهذا النوع من الصحف التي تهدم البيوت وتخرب قيم المجتمع وترسخ للابتزاز والتشهير بالأبرياء ومن يقوم بهذه الأعمال يصعب التصالح معه".
ولم يستبعد نور إمكان عودة علاقته الزوجية قريبًا مع بوسي، مؤكدًا أنه يحترمها ويعتبرها شيئًا كبيراً، وعظيمًا في حياته: "هي لم تتخل عني وتطمئن على يوميّا، والحقيقة أنه لم يكن هناك خلاف، ولكنه النصيب، وسوف يكون هناك نبأ سار قريباً