ما هي أسباب ضعف اللغة العربية لدى جيلنا؟لماذا يخطئ بعض المدرسين بقواعد الإملاء إضافة إلى سوء الخط؟
الخميس15/7/2010
تعد اللغة العربية الرائز الأساسي و المنطلق لعملنا اليومي ؛ولذلك فمن الواجب على مجتمعنا أن يسير نحو تأصيل لغتنا العربية؛ فهي لغة الحضارة لما حظيت به من أهمية من العلماء و الدارسين من حيث الغوص في قواعدها دراسة وتدقيقا ؛ إضافة لما تحمله من ارث أصيل من الحضارات كلغات الأكاديين والآشوريين والكنعانيين و الآراميين واستوعبت نتاج حواضر عريقة في شرفنا ؛كحران على مقربة من الفرات .
إن مما أصاب لغتنا العربية يدعو للتمحيص والتدقيق و خصوصا في مدارسنا على امتداد القطر ؛ضعف واضح في اللغة العربية إضافة إلى أخطاء جسيمة في الإملاء .إضافة إلى سوء الخط لدى أطفالنا و تلاميذنا و حتى مربي الأجيال والأمر يتعدى ذلك وهو أن أغلب الطلاب الذين ينتقلون من المرحلة الابتدائية إلى الاعدادية يخطئون في كتابة أسمائهم إضافة إلى الضعف في الإملاء وقواعد اللغة العربية لغة الأجداد ولغة القرآن الكريم ؛هذا مؤشر له دلالاته الخطيرة. وحتى نعرف الأسباب و المسببات طرحنا عدة أسئلة على المعنيين باللغة العربية فكان لكل واحد منهم رأيه الذي طرحه بهذا الخصوص .
ظاهرة غريبة بدأت ترتسم ملامحها في مدارسنا وهي ضعف الطلاب في اللغة العربية . ما هي الأسباب؟
أجاب الموجه الأول للغة العربية الأستاذ حسان عبد العزيز التركي قائلا:
اللغة العربية هي اللغة التي يستخدمها أطفالنا أثناء الحديث في كل الأمور الحياتية و هي التي يتعلمون بها العلوم التي ينهلونها من مدارسهم ؛ وضعفهم ليس في اللغة العربية نفسها أو التفاهم بها إنما هو في قواعد اللغة العربية فكلامهم في كل الأمور هو اللغة العربية ؛و إن لم تكن معربة وتسمى هذه اللغة :العربية المحلية أو اللهجة المحلية أما الضعف في قواعد اللغة العربية فله أسباب كثيرة نذكر منها :
1 - الاستخدام السيء لبعض الوسائل العلمية الحديثة مثل: متابعة بعض الفضائيات التي تروج لانتشار اللهجات القطرية و محاكاتها وقضاء معظم الطلاب في مقاهي <<الانترنت>> أو مراكز الألعاب الالكترونية التي لا هدف تربوي أو تعليمي منها .
2 - عدم أو (ضعف )اهتمام الأهل بتوجيه أبنائهم نحو الاهتمام باللغة العربية وقراءة الكتب المفيدة و التي تقوي لغة الأبناء.
3 - الضعف المتفشي في المدارس في مادة اللغة العربية و عدم وجود المدرس المختص في أغلب المدارس و خاصة في الأرياف والاستعاضة عنهم بمعلمين وكلاء يحتاجون إلى من يعلمهم اللغة العربية .والمثل القائل
فاقد الشيء لا يعطيه).ينطبق على ذلك بشكل كبير .
4 - يعزى أيضا هذا الضعف أو جانب منه إلى عدم اهتمام المدارس والمدرسين بإجراء مباريات منهجية في مادة اللغة العربية بمختلف فروعها كالنحو والإملاء و الخط وتشجيع التلاميذ لاهتمام بها.
5 - انشغال التلاميذ في اللعب واللهو في أحيان كثيرة وقضاء معظم أوقاتهم في الشوارع والحدائق والهروب بذلك عن أداء واجباتهم المدرسية .
6 - كل ذلك وهناك الأسباب الاقتصادية و الاجتماعية تلعب دورا كبيرا في ضعف الأبناء بالغة العربية فمن لا يستطيع شراء الكتب التي تزيد معرفة التلميذ أو المجلات و الجرائد التي تعنى باللغة العربية ليبقى على اتصال بهذه اللغة في المدرسة وفي البيت سوف تتناقص معارفه فيها حتى تضعف أو تفنى .
7 - ولا بد لي من التنويه إلى إننا لم نعد نتكلم باللغة العربية الفصيحة في مجالسنا و في حديثنا مع أطفالنا و نعلمهم بدلا من ذلك اللهجات المحلية و كل حسب منطقته وربما نتباهى بهذه اللهجات المحلية التي سوف تؤثر على معارف أبنائنا وتبعدهم عن اللغة العربية الفصيحة لغة الآباء والأجداد؛واللغة التي نعتز بها ونعتبرها أهم رابط من روابط القومية العربية .
ظاهرة بدأت تستشري في مدارسنا وهي ضعف الطلاب في اللغة العربية .ما أسبابها؟
وكان لموجه اللغة العربية الدكتور عياد خير الله الرأي التالي:
ترجع ظاهرة ضعف الطلاب في مادة اللغة العربية إلى أسباب كثيرة أذكر منها :
1 - النقص في عدد المدرسين المؤهلين في بعض المناطق .
2 - عدم تحمل الأسرة مسؤوليتها في متابعة أبنائها و عدم تجاوبهم مع المدرسة في كثير من الأحيان.
3 - تقصير الطلاب في متابعة دروسهم ؛ وانشغالهم بأمور أخرى غير دراسية لأسباب معاشيه واجتماعية .......أو غير ذلك .
4 - تسرب الطلاب في مرحلة التعليم الإلزامي.
5 - ولعل من أهم الأسباب عدم التحدث باللغة العربية الفصيحة في لغة التخاطب و الحوار ؛وهذا الأمر يطلب من الجهاز التعليمي كما يطلب من وسائل الإعلام والمجتمع بشكل عام .
وتقوم وزارة التربية الآن بتطوير المناهج الدراسية و إقامة دورات تأهيل مكثفة للمدرسين لمعالجة هذه الظاهرة ؛والسير في التعليم في ركاب التقدم العلمي المنشود -
اماالأستاذ ياسر السلامة معاون مدير التربية ؛يقول:
ظاهرة الرسوب ظاهرة عامة موجودة بوجود الامتحانات و فيما يتعلق باللغة العربية قد يكون الموضوع نسبيا و ليس مطلقا ؛ فإننا قد نجد ضعفا في مدرسة ولا نجده في مدرسة أخرى كذلك نجد في الصف الواحد طالبا ضعيفا وآخر قويا في اللغة العربية وغيرها في المواد.
وظاهرة الرسوب في اللغة العربية تعود إلى أسباب مجتمعة وليس سببا واحد ؛ لأنه بحسب النظريات الاجتماعية لا تتشكل ظاهرة سلبية بسبب واحد إنما بأسباب كثيرة تؤدي إلى نشوء هذه الظاهرة ومن هذه الأسباب :
1 - سوء استخدام التكنولوجيا الحديثة من قبل الطلاب .
2 - عدم اهتمام الأهل بأبنائهم الطلبة و انشغالهم بأمورهم الاجتماعية و الاقتصادية.
3 - ضعف طرائق التدريس لبعض الزملاء المدرسين المختصين و صعوبة في المناهج القديمة.
4 - عدم التحدث باللغة العربية الفصيحة في الصف وفي المحاضرات والندوات .
مع ذلك كان هناك اهتمام من الحكومة في اللغة العربية انطلاقا من أهميتها في الوعي السياسي و الاجتماعي كان ذلك على أعلى المستويات حيث وجه السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد بضرورة الاهتمام باللغة العربية والتمكين لها وتم تشكيل لجان مركزية و محلية على مستوى القطر وفي أغلب الوزارات مهمتها متابعة اللغة العربية .
ونحن متفائلون في هذا التوجه و الاهتمام و يجب علينا جميعنا أن نتمثل هذا التوجه ؛ فكيف إذا كان هذا التوجه من سيد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
قيصر صعب