هدير البحر يفتل من دمائي من شراييني
حبال سفينة بيضاء ينعس فوقها القمر
و يرعش ظلّها السحر
و من شباكي المفتوح تهمس بي و تأتيني
سماء الصيف خلّف طيفه في صحوها المطر
و نحن نسير و الدنيا تسير و تقرع الأبواب
فتوقظ من رؤاه القلب ذاك عدوك الزمن
تدور رحاه كم ستظلّ تخفق ؟ ها هم الأصحاب
تراب منه تمتليء الدروب و تشرب الدمن
يودّ القلب لو حطمته لو حطمت خفقاته شفتيك
و الكتفين و الصدرا
و لو ذرّتك من زفراتي الحرى
رياح الوجد و الحرمان و الهفي على عينيك
ليتهما تمران
بدمع أو بإشفاق على صحراء حرماني
لينبت في مداها الزهر ليتهما تمرّان
بما نسج التأمل من غيوم فيهما حيرى
بما نسج التفرد من نجوم فيهما سكرى
على عمري الذي عراه من زهراته الداء
يود القلب لو حطمته لو حطمت خفقاته شفتيك
و الكتفين و الصدرا
ولو عرّاك لو ذرّاك لو أكلتك أشواقي
و لو أصبحت خفقا أو دما فيه أو سرّا
فإن أحببتك الحب الذي أقسى من الموت
و أعنف من لظى البركان و الحب الذي يأتي
إليّ كأنّ نفخ الصور فيه فكل ذر الميتين دم و أحياء
فذاك لأنك النور الذي عرى دجى الأعمى
و أنت صباي عاد إليّ أختا عاد أو أمّا
و أنت حبيبتي أفديك أفدي خفق جفنيك
و ما نفضا من السحب
وافدي خفق نهديك
على قلبي