جلس الغريب يسرع البصر المحير في الخليج
ويهد أعمدة الضياء بما يصعد من نشيج
"أعلى من العباب يهدر رغوه ومن الضجيج
صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى: عراق،
كالمد يصعد كالسحابة كالدموع إلى العيون
الريح تصرخ بي: عراق،
والموج يعول بي: عراق، عراق، ليس سوى عراق!
البحر أوسع ما يكون وأنت أبعد ما تكون
والبحر دونك يا عراق.
بالأمس حين مررت بالمقهى، سمعتك يا عراق...
وكنت دورة أسطوانة
هي دورة الأفلاك من عمري، تكور لي زمانه
في لحظتين من الزمان، وإن تكن فقدت مكانه.
هي وجه أمي في الظلام
وصوتها، يتزلقان مع الروي حتى أنام،
وهي النخيل أخاف منه إذا ادلهم مع الغروب
فاكتظ بالأشباح تخطف كل طفل لا يؤوب
من الدروب،
وهي المفلية العجوز وما توشوش عن "حزام"
وكيف شق القبر عنه أمام "عفراء" الجميله
فاحتازها... إلا جديله.
زهراء، أنت... أتذكرين
تنورنا الوهاج تزحمه أكف المصطلين؟
وحديث عمتى الخفيض عن الملوك الغابرين؟
ووراء باب كالقضاء
قد أوصدته على النساء
أيد تطاع بما تشاء لأنها أيدي رجال -
كان الرجال يعربدون ويسمرون بلا كلال.
أفتذكرين؟ أتذكرين؟
سعداء كنا قانعين
بذلك القصص الحزين لأنه قصص النساء