أثار النجاح الكبير لفيلم الرسوم المتحركة الكوميدي "كونج فو باندا" الذي أنتجته هوليود جدلا في الصين، حيث دعا بعض المخرجين إلى تخفيف الرقابة الحكومية، فيما بحث فنانون صينيون عن المعوقات في صناعة السينما المحلية.
وقال مخرج صيني ومدير لإحدى دور الأوبرا في حسرة: إن الفيلم الذي يحكي قصة باندا بدينة تحلم بتحقيق مجد في فنون القتال يتوافق مع الثقافة الصينية، ويتسم بروح الدعابة، لكن الصين نفسها ربما تكون غير قادرة على إنتاج فيلم مماثل.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن وو جيانج رئيس مؤسسة أوبرا بكين الوطنية قوله السبت: إن "بطلة الرواية "الباندا" كنز وطني وكل العناصر صينية، لكن لماذا لا نصنع مثل هذا الفيلم".
وأثنى لو تشوان المخرج السينمائي الشاب على فيلم "كونج فو باندا" باعتباره اقتباسا جديدا وثريا من الثقافة الصينية دمج بين أفلام فنون القتال والأساطير الكلاسيكية.
ونقلت رويترز عن لو تشوان قوله: "لن يكون أمامي سوى الشعور بالإعجاب عندما تكون الصين قادرة على إنتاج فيلم بهذه الجودة".
وأضاف تشوان أن الحكومة تضيق الخناق على إبداع مخرجي السينما الصينيين، موضحا كيف طلب منه إعداد فيلم للرسوم المتحركة عن دورة الألعاب الأوليمبية التي تستضيفها بكين في أغسطس/آب المقبل، لكنه قرر الابتعاد عن المشروع.
وأضاف قائلا: "ظللت أتلقى توجيهات وأوامر بشأن كيف يجب أن يكون الفيلم.. فقدنا متعة وسعادة فعل شيء ممتع، كما فقدنا خيالنا وإبداعنا".
مطالبات بتخفيف الرقابة
وقالت شينخوا: إن لجنة استشارية للبرلمان ناقشت الأسبوع الماضي أسباب عدم إنتاج فيلم مثل "كونج فو باندا" في الصين مثل الذي أنتجته شركة (أنيمشن دريم ووركس).
وقالت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني: إنه يتعين على الحكومة أن تخفف من رقابتها. وخلصت إلى أن فتح مزيد من الأفق أمام الفنانين الصينيين يسمح بمزيد من الإبداع، ويعطي الصين في النهاية تأثيرا ثقافيا أكبر في الخارج.
ووفقا لموزعيه حقق الفيلم الكوميدي 16 مليون دولار في منافذ بيع التذاكر بدور السينما الصينية حتى يوم الأربعاء. وأي فيلم يحقق أرباحا تصل إلى 15 مليون دولار يعد ناجحا للغاية في الصين.
وتدور قصة الفيلم في الصين القديمة، حيث يعيش "بو" الباندا الممتلئة في كسلٍ شديد بوادي السلام، ويقوم بالأداء الصوتي للباندا النجم "جاك بلاك"، وبرغم أن "بو" يعمل في مطعم والده لتقديم الوجبات؛ إلا أنه يعشق فنون القتال، ويظن أنه موهوب ورائع، ولا يرضى بعمله في مطعم والده.
وفي مسابقة لاختيار محارب التنين الجديد يتقدم "بو" على أمل اختياره لهذه المهمة؛ إذ يختاره بالفعل معلم فنون القتال الكبير "أوجواي" -الذي يقوم بالأداء الصوتي له "راندال دوك كيم"- للمهمة التي ستغير حياته ليكون محارب التنين، ويتولى الدفاع عن وادي السلام من الشرير "تاي لونج" -إيان ماكشين- الذي يريد كشف السر الذي تحتويه إحدى البرديات القديمة.
ويتم إسناد مهمة تدريب وإعداد الباندا "بو" لهذه المهمة الخطيرة إلى المعلم "شيفو" -النجم داستن هوفمان- وفريقه من المعلمين البارعين في فنون القتال وهم: "طائر الكركي" دافيد كروس، و"النمرة" أنجلينا جولي، و"الأفعى" لوسي لو، و"القرد" جاكي شان، و"حشرة السرعوف" سيث روجين، الذين لا يعتقدون أنه يصلح لهذه المهمة، وأن كلا منهم هو الذي يستحق القيام بتلك المهمة.
وتهتز ثقة "بو" في نفسه، لكنه لا يستسلم أو ييأس، ويضع كل طاقته وحماسته من أجل إنجاز تلك المهمة، ومع توالي أحداث الفيلم تصبح أكبر نقطة ضعف عنده هي أكبر عامل لقوته، تصديقا لكلمات معلمه التي تقول: "الأمس ماض، وغدا لغز، واليوم هبة.. ولهذا نطلق عليه هدية"، والفيلم من إخراج جون ستيفينسون، ومارك أوزبورن