الدراما السورية ترفع شعار التنوع في هذا الموسم والموسم المقبل
أعمال انتهى تصويرها وأخرى قيد الإنجاز وثالثة بالانتظار، والحصيلة المبدئية 38 عملاً على الخريطة الدرامية للموسم المقبل في الدراما السورية، تتنوع بين الدراما المعاصرة والتاريخية والكوميديا والسيرة الذاتية والبيئة...
الدراما التاريخية ستعود للخريطة الإنتاجية لهذه السنة عبر ثلاثة أعمال، وهي مسلسل «القعقاع بن عمرو التميمي» الذي يعكف المخرج المثنى الصبح على تصويره وهو من تأليف محمود الجعفوري ومن بطولة سلوم حداد ومنى واصف وباسل خياط. ويرصد المسلسل حياة الصحابي (القعقاع) الذي ساهم في انتصارين من أهم الانتصارات في تاريخ العرب والمسلمين في معركتي القادسية واليرموك. وسيكون الكاتب محمود عبد الكريم حاضراً عبر عملين الأول «رايات الحق» الذي انتهى من تصويره المخرج الأردني محمود الدوايمة وهو من بطولة أيمن زيدان وباسم ياخور وغسان مسعود، والثاني «المملوك الشارد» المأخوذ عن رواية شهيرة للكاتب جرجي زيدان تحمل الاسم ذاته ومن إخراج رضوان شاهين، ويتناول سيرة أمير مملوكي استطاع النجاة من مذبحة المماليك الشهيرة.
للأدب حصة
وبالإضافة الى هذا العمل يحضر الأدب في ثلاثة أعمال أخرى هذه السنة، إذ بدأ المخرج نجدة أنزور قبل أيام تصوير مسلسل «ذاكرة الجسد» المأخوذ عن الرواية الشهيرة للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، وكتبت سيناريو العمل ريم حنا، وسيقوم ببطولته جمال سليمان وقصي الخولي والجزائرية أمل بشوشة. ويتطرق العمل إلى الثورة الجزائرية في خمسينات القرن العشرين. كما يستعد المخرج خالد الخالد للانطلاق بتصوير مسلسل «أقاصيص مسافر» المأخوذ عن مجموعة قصص للكاتب زكريا تامر، من سيناريو منيف حسون ومن بطولة أندريه سكاف وسمر سامي، وهو من إنتاج الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري. اما آخر الأعمال المأخوذة عن الأدب لهذه السنة فمسلسل «أسعد الوراق» عن رواية «الله والفقر» لصدقي اسماعيل، وأعد السيناريو له هوزان عكو، وانتهت المخرجة رشا شربتجي من تصويره قبل أيام. وهذا العمل هو إعادة للسباعية الشهيرة للتلفزيون السوري في منتصف سبعينات القرن العشرين والتي تحمل الإسم ذاته وكانت من إخراج علاء الدين كوكش، وسيناريو عادل أبو شنب.
الدراما الاجتماعية حجزت مقعداً مهماً هذه السنة (كما العادة). فبالإضافة إلى «ذاكرة الجسد» و «أقاصيص مسافر» و «أسعد الوراق»، انتهى المخرج ماهر صليبي من إخراج مسلسل «قيود عائلية» من تأليف يارا صبري وريما فليحان. وأيضاً انتهى نجدة أنزور من تصوير مسلسل «ما ملكت أيمانكم» للدكتورة هالة دياب، ويعالج الحياة الاجتماعية المعاصرة ويتطرق إلى التطرف الديني وتبعاته. كما انتهى أيضاً تصوير مسلسل «ساعة الصفر» للمخرج يوسف رزق وتأليف مازن طه، ومسلسل «رجال مطلوبون» بإشراف حاتم علي وإخراج سامر برقاوي وسامي جنادي المأخوذ من مسلسل برازيلي يحمل الإسم ذاته. فيما انطلق تصوير مسلسل «ملائكة الأرض» للمخرج سمير الحسين والكاتب محمد العاص في تجربتهما الرابعة معاً، وسيتطرق العمل إلى ذوي الحاجات الخاصة وإلى نظرة المجتمع لهذه الحالات وأسبابها وطرق التعامل معها، ويقوم بدور البطولة بسام كوسا.
ومن الأعمال الدرامية المتوقعة في الموسم المقبل أيضاً مسلسل «الخبز الحرام» من تأليف مروان قاووق وإخراج تامر إسحق وبطولة عباس النوري وباسم ياخور وباسل خياط، و «لعنة الطين» من تأليف سامر رضوان وإخراج أحمد ابراهيم وبطولة كاريس بشار وخالد تاجا، و «جريمة في المعارة» من تأليف غسان زكريا وإخراج إيناس حقي وبطولة جمال سليمان، و «تخت شرقي» من تأليف ريم مشهدي وإخراج رشا شربتجي، و «الصندوق الأسود» من تأليف رانيا بيطار وإخراج سيف الشيخ نجيب.
وتدخل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون على خط الإنتاج الدرامي بزخم كبير فتقدم أربعة أعمال، فبالإضافة إلى مسلسل «أقاصيص مسافر» تنتج مسلسل «البقعة السوداء» من إخراج رضوان المحاميد وتأليف خلدون قتلان، و «الهروب» من إخراج ثائر موسى وتأليف رامي الطويل، و «زلزال» من إخراج محمد الشيخ نجيب ومن تأليف بسام جنيد، وبذلك يكون عدد أعمال الدراما الاجتماعية 16 عملاً حتى الآن.
السيرة الذاتية ستكون حاضرة عبر ثلاثة أعمال الأول بعنوان «أبو خليل القباني» وهو من تأليف خير الذهبي ومن إخراج إيناس حقي وبطولة باسل خياط. أما العمل الثاني فيعده المخرج محمد فردوس أتاسي عن حياة الرسام التشكيلي لؤي كيالي. كما من المتوقع أن يقدم الممثل رشيد عساف شخصية الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة «حماس» في مسلسل يحمل عنوان «أحمد ياسين».
القدس وبغداد وأبواب الغيوم
ويعود المخرج باسل الخطيب إلى الدراما السورية بعد غياب عبر مسلسل «أنا القدس» الذي بدأ تصويره قبل أيام، وكتبه الخطيب بالتعاون مع أخيه تليد الخطيب، عن فترة زمنية مهمة في تاريخ القدس الحديث، وهو من بطولة عابد فهد، غسان مسعود، وأمل عرفة. كما ستكون بغداد حاضرة في الدراما السورية لهذه السنة، إذ من المتوقع أن ييدأ نجدة أنزور تصوير مسلسل «زهرة» للكاتب فايز بشير في تجربتهما الثانية معاً بعد مسلسل «رجال الحسم» في السنة الماضية، ويتطرق العمل للأوضاع العراقية منذ حرب الخليج الأولى.
كما سيكون المخرج حاتم علي حاضراً هذه السنة أيضاً من طريق الدراما البدوية عبر مسلسل «أبواب الغيم» المأخوذ من أشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سيناريو عدنان عودة، وبطولة غسان مسعود وسلافة معمار، والسعودي عبد المحسن النمر، والأدرنية نادرة عمران، ويرصد الحياة الاجتماعية للقبائل العربية في شمال الجزيرة العربية آخر القرن التاسع عشر.
وكالعادة لن تغيب دراما البيئة الشامية عن الموسم المقبل، ومن المتوقع أن يصل عدد الأعمال إلى خمسة أعمال، في مقدمها الجزء الخامس والأخير من مسلسل «باب الحارة» والذي انطلق تصويره قبل أيام وهو من تأليف كمال مرة. فيما لن يكون مخرج هذا الجزء كما العادة بسام الملا، حيث أسند الإخراج لمأمون الملا. وسيحافظ العمل في جزئه الأخير على معظم أبطال الجزء الماضي، فيما سيتفرغ بسام الملا لإخراج مسلسلين الأول يحمل اسم «برّّ الشام» كتبه أحمد حامد، والثاني بعنوان «خان الشكر» من تأليف الممثل وفيق الزعيم. ومن مسلسلات البيئة الشامية الأخرى الجزء الثاني من مسلسل «أهل الراية» الذي أجل السنة الماضية. ووصل المخرج سيف الدين السبيعي إلى تصوير المشاهد الأخيرة من هذا العمل الذي سيجسد بطولته عباس النوري بدور «أبو الحسن» بدلاً من جمال سليمان الذي اعتذر عن الجزء الثاني. وفي آخر أعمال البيئة الشامية مسلسل بعنوان «عش الدبور» من تأليف مروان قاووق وإخراج تامر إسحق.
وعلى صعيد الكوميديا هناك سبعة أعمال أهمها مسلسل «ضيعة ضايعة» في الجزء الثاني، إضافة إلى الجزء السابع من «بقعة ضوء» ، ونسخة جديدة من «مرايا» ياسر العظمة، ومسلسل «يوميات أبو جانتي» بطولة سامر المصري، و «مرسوم عائلي» لأيمن زيدان، فضلاً عن «شاميات» والجزء الثاني من «صبايا».
يبدو أن الدراما السورية ستعود إلى الساحة الدرامية العربية بقوة على صعيد الكم والنوع، ففي حال تم تنفيذ كل الأعمال التي أعلن عنها ستصل الحصيلة كما ذكرنا إلى 38 عملاً أي أكثر من السنة الماضية بـ14 عملاً. أما على صعيد النوع فالتنوع والتطرق إلى المواضيع الجديدة هو سمة الأعمال لهذه السنة بخلاف الماضية التي تشابهت فيها معظم الأعمال بخاصة أعمال الدراما الاجتماعية...