رغم الشجاعة التي يحاول المدرب الهولندي لويس فان جال إظهارها ، كانت الهزيمة صفر/2 التي مني بها فريقه بايرن ميونيخ الألماني أمام ضيفه بوردو الفرنسي مساء أمس الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم صدمة كبيرة لبايرن أكبر الأندية الألمانية وأكثرها نجاحا في السنوات الماضية.
وكانت الهزيمة أمس هي الثانية فقط لبايرن بهدفين نظيفين على ملعبه في تاريخ مشاركاته بدوري الأبطال كما بددت هذه الهزيمة بشكل كبير آمال الفريق في الاستمرار بهذه البطولة خلال الموسم الحالي حيث أصبح قاب قوسين أو أدنى من الخروج المبكر من دوري الأبطال.
وقال فان جال "لم نخرج بعد ، ما زالت لدينا فرصة ضئيلة" وذلك في محاولة منه لبث بعض الطمأنينة التي لم تعد موجودة على الاطلاق.
وضمن بوردو بهذا الفوز التأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) بالبطولة بينما ترك بايرن ليعاني في المركز الثالث بالمجموعة الأولى برصيد اربع نقاط من أربع مباريات وبفارق أربع نقاط خلف يوفنتوس الإيطالي صاحب المركز الثاني.
ويحتاج بايرن حاليا للفوز في مباراتيه الباقيتين في المجموعة أمام مكابي حيفا الكيان الصهيوني في ميونيخ وأمام يوفنتوس في عقر داره بمدينة تورينو ، ولكن ذلك لن يكون كافيا لتأهله على الدور الثاني حيث يحتاج أيضا إلى مساعدة بوردو بالتعادل أو الفوز على يوفنتوس في مباراتهما بفرنسا.
واعترف فيليب لام مدافع بايرن والمنتخب الألماني "الأمل ما زال قائما ولكن من الصعب أن نصدق أن ذلك سيحدث".
وفشل بايرن في عبور الدور الأول لدوري الأبطال مرة واحدة سابقا وكانت في عام 2002 مما يثير علامات الاستفهام في مواجهة فان جال ، ليس فقط لأن النادي أقال المدرب يورجن كلينسمان من تدريب الفريق قبل ستة شهور على الرغم من وصوله بالفريق إلى دور الستة عشر في البطولة الأوروبية.
ولكن لأن نتائج الفريق ساءت أيضا تحت قيادة فان جال منذ توليه مسئولية الفريق في صيف هذا العام رغم المساندة والتأييد المستمر من قبل كارل هاينز رومينيجه نائب رئيس النادي وأولي هونيس مدير النادي وتجديد الثقة في هذا المدرب أكثر من مرة.
وسيكون الاختبار التالي لفان جال مع الفريق في مواجهة شالكه بالدوري الألماني (بوندسليجا) يوم السبت المقبل.
ويحتل شالكه المركز الرابع في جدول البوندسليجا بفارق نقطتين أمام بايرن صاحب المركز السادس وبفارق نقطتين فقط خلف باير ليفركوزن المتصدر.
وما ينذر بالشؤوم أيضا أن شالكه كان آخر فريق يحقق الفوز على بايرن في عقر داره بالبوندسليجا وذلك في نيسان/أبريل الماضي وبنتيجة 1/صفر.
ومن المؤكد أن فيليز ماجات المدير الفني السابق لبايرن والحالي لشالكه سيبلغ لاعبيه بأن معنويات بايرن في أدنى مستوياتها بعدما اعترف لوران بلان المدير الفني لبوردو بأن هذه المعنويات المنخفضة لبايرن كانت من أهم العوامل التي ساعدته في تحقيق الفوز أمس.
وقال بلان مدافع المنتخب الفرنسي سابقا "لاحظنا أن ثقة لاعبي بايرن بأنفسهم ضعيفة ونجحنا في استغلال ذلك".
وأشار فان جال إلى أن السبب في البداية الهزيلة لفريقه هذا الموسم وسوء النتائج ومنها نتيجة الأمس هو غياب لاعب خط الوسط الفرنسي فرانك ريبيري وافتقاد اللاعب الهولندي آريين روبن للياقته بعد إصابته في الركبة.
وقال فان جال "نعلم أننا نفتقد القدرة على الابتكار.. لم نكن جيدين بالشكل الكافي".
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة حاليا هو ما إذا كان رومينيجه وهونيس سيواصلان التزام الصمت إذا نال الفريق هزيمة جديدة على ملعبه أمام شالكه ومدربه السابق ماجات.