ومن منا لا يحلم بان يكون له قصر تكتمل فيه كل تلك الشروط التي يريدها الفرد ويحلم بها .طبعا انه حلم قد يكون لدى اغلبنا مستحيلا, ولكن هناك من حقق واجتاز جدار الصمت ليكسر حواجز قد تبدو مجرد سراب, لكنها حقا حواجز بكل المعاني التي تتضمنها الكلمة, بل وقد اجتاز التعبير إلى آخر صعب تحديده.لكنني وأمام هذا التحدي لا أجد نفسي إلا مضطرة إلى إيصال تلك النظرة بل وكل تلك المعاني التي أحستها روحي وتعمقنها شخصيتي .
وكأنني بين مركبين لا يمكنني الركوب في احدهما ولا الصعود إلى الآخر ,تشتت فكري أو بالأحرى هروب من المسؤولية, من الإحساس بطعم الفشل,أريد أن أجرب وأريد أن أصل .لكن العراقيل تحول بيني وبين هذا المطمح.
لا استطيع الإفصاح عن قصر الأحلام الخاص بي في هذه اللحظة .....سوى أن أقول أنني حقا عاجزة عن الوصول إليه, وتحسس مكوناته, بل حتى إنني أكاد لا اعرف الطريق التي تفصل بيني و بينه لأقطعها واكسر جليد المستحيل و أذيبه .
أمام هذا الوضع لا أريد إلا أن أعيش اللحظة باللحظة.الأمل بالأمل .المودة بالأخرى, والعراقيل بنظرة تفاؤل واسعة.لا اعلم لما أجد نفسي مؤخرا مهملة لمملكتي الخاصة, التي أجد فيها راحتي النفسية.أترى لأنني أخرى. ؟سؤال بالنسبة لكم ولي ولهم, الجميع دون استثناء مذكور.صعب الجواب, .لأنكم لا تعرفونني, لا تعرفون قصر أحلامي ولا تعرفون معالم شخصيتي الثانية الهائمة في دنيا غير هذه .ولا أريد لشخصيتي الأولى أن تمتزج بها لأنني حينها قد أصير سرابا .
كي لا ادخل في كثير من المتاهات .أريد أن اعرف ممن يقرا هذه الأسطر.هل لك قصر أحلام تبني أساسه بأحلام صغيرة, لتضع أولى لبنة في بنيانه وتشيد صرحك الذي هو بالنسبة لك عظيم.لكن هل تستطيع أن تجيب لو تعلق السؤال بما يلي:
" ما الذي سيحصل لو انهار هذا المبنى العظيم أمام عينيك, فقط لوجود حلم ضائع أو حلم مستحيل !"
حين قيامي بأحد الإحصاءات البسيطة مع مجموعة صغيرة لأصدقاء لي, لاحظت أن أغلبيتهم لا يعيرون أدنى اهتمام لمثل هذه الأسئلة, بل يتمادون في الاستهزاء و اعتباري قد بدأت أشل فكريا . لأنهم يا قارئي لا يرون الجانب المشرق من الحياة .
هذا الجانب بالنسبة لي لا يتمثل في مجرد رؤية ايجابيات الحياة بل أن نحلم ونبني قصر الأحلام الخاص بنا .لأننا آنذاك نعطي الحياة طعما مختلفا, اختلاف البر و البحر
أعود لأقولها.. الحياة دائرة مركزها ابتسامة.يتحدد شعاعها بكمية هذه الابتسامة .والابتسامة التي اقصدها هنا ليست تلك التي تطبع على الشفاه للتصنع ولإخفاء مميزات الوجه الحقيقي .بل تلك التي تسقط القناع لتبني الحلم وتصنع قصر الأحلام!