تقع تونس في شمال إفريقــيا، يحـدهـــا شمالاً وشـرقاً الـبحر الأبـيض المتوسـط وجنــوباً ليــبيا والصـحراء وغرباً الجـزائر، وتبـلغ مساحتها 164 ألف كيلو متر مربع، وتخـترق أراضيها سلســـلتان جــبليتان هــما أطــلس التل وأطلس الصحراوي، وتنتهيان فــي الشمال الشرقي بشبــه جـزيــرة الرأس الطيـب، وتنســاب مــن هاتــين السلســلتين سهـــول خصبة في الوسط في منطقة سباسب، وفي الجنوب منطقة شبه صحراوية بها بعض البحيرات المالحة تسمى "شط" وواحات غناء بين كثبان الرمال.
ومناخ تـونـس دافــئ فـي فصـل الشـتـاء ولطيـــف الحــــرارة صيفــاً، ويرجـــع ذلك لوقـــوعهـا بــين البحــر مــن جهــة، حـيث تبلـــغ شــواطئها 1200 كيلــو متــر مربــع، والربــى الجبلية من جهة أخرى، وتتمثل طبيعتها المتجانسة في غابات الفلين والصنوبر في الشمال وغابـات الزيتــون فـي الوســط وواحات النخيل فــي الجنــوب، ويبـلغ عدد سكانهـا 9 ملايــين نسـمة وفقــاً لآخر إحصاء أجري فــي عام 2001م.
تجمع مدينة تونس اليوم بين الماضي العتيق والحاضر الحديث، وقد أنشئت المدينة خلال أوائل القرن العشرين على نسق بعض المدن الداخلية الفرنسية، وعندما تخطو خطوات قليلة داخلها يبهرك السوق المركزي بحيويته، وغير بعيد عن السوق أنشئت الأحياء السكنية العصرية والمباني الكبرى التي تحتوي على العديد من النشاطات التجارية والبنكية والإدارية بحيث أصبحت تونس المدينة اليوم يقطنها أكثر من مليوني مواطن
وتعد قرية سيدي بوسعيد أول موقع محمــي فــي العــالــم ويعــود تأسـيسـها إلى القــرون الوسطــى، وتقع في أعالي المنحدر الصخري المطل على قرطاج وخليج تونس، جنة صغيرة بألوان البحر الأبيض المتوسط.
فعلى مدى الطرقات المبلطة بالحجارة، يتكشف للزائر التشابك الجميل للمنازل المكسوة بالجير الأبيض وبالمشربيات التي تزينها شبابيك زرقاء بتلك الزرقة الفريدة لسيدي بوسعيد، وتنفتح الأبواب المتينة المسمرة على حدائق سرية فرشت أرضيتها بالخزف وتكسو حيطانها نبتة البوغانفيي.
أما القصور، على غرار قصر النجمة الزهراء، مركز الموسيقى العربية والمتوسطية، فإن أجواء ألف ليلة وليلة تنساب انسياباً أبدياً من خلال متعة العيش والروائح الفواحة لياسمين سيدي بوسعيد
يعود تاريخ مدينة سوسة إلى 3000 سنة خلت، فقد بناها الفينيقيون قبل قرطاج على ضفاف حوض البحر الأبيض المتوسط، وإلى جانب المدينة وأحيائها الحديثة توجد المدينة العتيقة التي لا تزال محافظة على طابعها الأصيـل وتضـم معـالـم أثـريـة مهمـة يعـود عهـدهـا إلـى القـرنـين الثاني والثالث الهجريين، ومن أبرزها الرباط والجامع الكبير ومتحف أثري الذي به مجموعة فريدة من الفسيفساء.
وعلى بعد بضعة كيلومترات توجد المحـطة السياحية (القنـطاوي)، وهي أول مجمع سياحي مدمج بالبـلاد التونسـية حـيث يمكن للسائح التمتع بما يتوافر فيه مـن منــشآت ترفيـهية ورياضــية.
ولقد أضفى الجسر المتحرك بمدخل بنزرت مزيداً من الحركية على هذا الموقع الطبيعي، وهي مدينة كلها حيوية وازدهار، فمدينتها العربية المحتفظة بطابعها الأصـــيل تقدم لزائريها باقة زاهية بديعة من المساجـــد والأســواق والمنــازل العتـيقة، وشـــوارعها الملتـوية المتشـابكة ينتهي بك المطــاف فيـــها إلــى المرفـــأ القـــديم بمقاهيه الطـريفة وقواربه اللطيفة حيث الحركة الدائبة.
أما الجناح العصري من المدينة فإن شوارعه تتمدد وحدائقه تتسع، وقد زاد في بهجته قصر المؤتمرات الذي يشرف على المدينة في شموخ رائع وهدوء وديع، وتمتد مـدينــــة بنــزرت شمالاً حتــى الكـورنيــش حـيث تم إنشــاء جهــاز ســياحي يناسـب جمــال المنطــقة، وهـو يتـكون مـن عــدة فنــادق بها أحدث التجهيزات والمرافق، أما جنوباً فتمتد حتى شواطئ الرمال اللامتناهية المدى بين بحر أزرق وغابات صنوبر خضراء.
وفـي أسـواق المـدينة يكتشــف المصطــاف مخــتلف ضروب صناعات بنزرت التقليـدية، الحـــاوية خـــلاصة تجارب القــــرون المتعاقبة من طرازه ونسيج زرابي وصناعة حديد مطرق.